بعد ان استشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه جاء بعض الناس مع القتلة يعرضون على علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن يتولى الخلافة ، وإعطاء البيعة له ، فأبي علي
بن أبي طالب ذلك وأنكر عليهم بأن أمر البيعة ليس لهم ، وإنما البت في هذا
الأمر يملكه أهل الحل والعقد - أهل الشورى - من أكابر الصحابة كطلحة بن
عبيدالله والزبير بن العوام وغيرهم من القادة والأمراء
جاء الناس في المرتبة الثانية وفي مقدمتهم أهل الشورى يطلبون من علي
بن أبي طالب رضي الله عنه تولي إمارة المؤمنين فرفض ذلك ، فألحوا عليه في
السؤال والطلب فجلس في بيته ، ولكن الناس دخلوا عليه في بيته وفي مقدمتهم
طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وقالوا له : إن هذا الامر لا يمكن
بقاؤه بلا أمير ، و ألحوا عليه في أن يقبل بالإمارة ، فقبلها علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بعد إلحاح المسلمين الشديد
بعد أن قبل علي
بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الإمارة ، دخل المسجد فبايعه الناس البيعة
العامة ، يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة
صعد بعد ذلك علي
بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المنبر وخطب أول خطبة بعد ان تولى الإمارة ،
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله تعالى أنزل كتاباً هادياً بين فيه
الخير والشر ، فخذوا بالخير ودعوا الشر ، إن الله تعالى قد حرم حرماً
مجهولة ، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها ، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق
المسلمين ، و المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق ، لا يحل
لمسلم أذى مسلم إلا بما يجب ،بادروا أمر العامة ، وخاصة أحدكم الموت ، فإن
الناس امامكم ، و إنما خلفكم الساعة تحدو بكم ، فخففوا تلحقوا ،فإنما ينتظر
بالناس أخراهم ن واتقوا الله عباده في عباده وبلاده ، فإنكم مسؤولون حتى
عن البقاع و البهائم ، ثم أطيعوا الله ولا تعصوه ، وإذا رأيتم الخير فخذوه ،
وإذا رأيتم الشر فدعوه
ليست هناك تعليقات: