كان علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه حريصاً على أموال المسلمين يصرفها في حقها ، ويقتر على نفسه وأهله مع حقهم فيها
عن عنترة قال: (آتيت علياً يوماً فجاء قنبر فقال: يا أمير المؤمنين
،إنك رجل لا تليق شيئاً-أي لا تأخذ شيئاً تنفقه على نفسك وعلى عيالك
وبيتك-وإن لأهل بيتك في هذا المال
نصيباً ، وقد خبأت لك خبيئة ، قال: وما هي؟قال: انطلق فانظر ما
هي؟قال : :فأدخله بيتاً فيه باسنة -آلات الصناع-مملوءة آنية ذهب وفضة مموهة
بالذهب ، فلما رآها علي قال : ثكلتك أمك! لقد أردت أن تدخل بيتي ناراً
عظيمة ، ثم جعل يزنها ويعطي كل عريف بحصته ، ثم قال : هذا جناي وخياره فيه ،
ولا تغريني و غري غيري(أراد علي بقوله هذا أنه لم يتلطخ بشيء من فيء
المسلمين بل وضعه مواضعه). وهو لا يسرف فيإطعام ضيوفه ، بل يطعمهم من طعامه
الخشن، و ربما قتر عليهم لأنه من المال العام.
روى ابن كثير في كتاب البداية والنهاية عن عبدالله بن رزين قال :دخلت على علي
بن أبي طالب يوم الأضحى ، فقرب إلينا خزيره ، فقلنا: أصلحك الله ، لو
اطعمتنا هذا البط؟فإن الله قد اكثر الخير ن قال : يا ابن رزين ، إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان ، قصعة يأكلها هو وأهله ، وقصعة يضعها بين يدي الناس
وقال عنترة : دخلت على علي بن أبي طالب بالخورنق وعليه قطيفة ، وهو يرعد من البرد ، فقلت : يا أمير المؤمنين،إن الله جعل لك ولأهل بيتك نصيباً في هذا المال وأنت ترعد من البرد ، فقال: إني والله لا أرزأ من مالكم شيئاً، وهذه القطيفة هي التي خرجت بها من بيتي
وقال يحيى بن سلمة : استعمل علي عمرو بن سلمة على أصبهان فقدم ومعه
مال ورقاقفيها عسل وسمن ، فأرسلت أم كلثوم بنت علي إلى عمرو تطلب منه عسلاً
وسمناً ، فأرسل إليها ظرفاً من العسل ، وظرفاً من السمن ، فما إن كان الغد
حتى خرج علي و أحضر العسل و السمن والمال ليقسم ، فعد الزقاق فنقصت زقين ،
فسأله عنهما فكتمه وقال : نحن نحضرهما ،فعزم عليه إلا ذكرها له ، فأخبره
فأرسل إلى أم كلثوم ، فأخذ الزقين منها ، فكان ثلاثة دراهم ، فأرسل إليها
فأخذها منها ثم قسم الجميع
ليست هناك تعليقات: