كانت أسماء رضي الله عنها تجاهد الظالمين و تحض ولدها عبدالله
على مجاهدتهم و قتالهم وعدم الاستسلام لهم مهما كانت النتائج ،لقد حرضت
ولدها على قتال الحجاج وعدم الاستسلام له ، وقامت هي بقول كلمة الحق تصدع
بها في وجه الحجاج الظالم الطاغية
عن عروة قال : دخلت أنا وعبدالله بن الوبير على أسماء قبل قتل عبدالله بعشر ليال و أسماء وجعة ، فقال لها عبدالله :
كيف تجدينك ؟قالت :وجعة ، قال : إن في الموت لراحة، قالت : لعلك تشتهي
موتي فلذلك تتمناه، فلا تفعل فضحكت فوالله ما اشتهي أن أموت حتى آتي على
أحد طرفيك ،: إما ان تقتل فأحتسبك و إما أن تظفر عيني ، فإياك أن عرض عليك
خصلة لا توافقك فتقبلها كراهية الموت
انما عنى بقولة : إن في الموت لراحة أن ابن الزبير سيقتل فسيحزنها ذلك إن بقت حية ، و إن ماتت فلا تتجزع هذا الحزن ولا تغص به وارد لها هذا الأخير
و كانت رضي الله عنها تربي ولدها على العزة والشهامة فتقول : يا بني ، عش كريماً و مت كريماً و لا يأخك القوم أسيراً
ولما اشتد الحصار على ولدها عبدالله بن الزبير
و تخلى عنه بعض أنصاره وجنوده ، جاء إلى أمه أسماء ليستشيرها فقالت له :
يا ولدي إن كنت على حق فآمض إليه ، و إن كنت على باطل فبئس العبد أنت ، فقد
هلكت و أهلكت من معك ، فقال: يا أماه ، أخشى أن يمثل بي ، فقالت : اذهب
يا ولدي فإن الشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها ، فذهب رضي الله عنه ، وقاتل
حتى استشهد ، فمثل به الحجاج الطاغية الظالم و صلبه زيادة في البطش و
الإرهاب فلم تستكن ولم تذل بل وقفت تتحدى ظلم الحجاج و طغياته
لقد دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر
فقال لها : ان ابنك ألحد في هذا البيت ، و إن الله أذاقه من عذاب أليم،
وفعل به و فعل ،فقالت له : كذبت ، كان براً بالوالدين صواماً قواماً ، ولكن
والله أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج من ثقيف كذابان ،
الآخر منهما شر من الأول وهو مبير
و ذكر صاحب الإصابة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على الحجاج و ابنها عبدالله
مصلوب و كانت عجوزاً طوالة مكفوفة فقالت : أما آن لهذا الراكب أن ينزل
؟قال : المنافق؟قالت : لا والله ما كان منافقاً ،وقد كان صواماً قواماً ،
قال: اذهبي فإنك عجوز قد خرفت ، فقالت : لا والله ما خرفت ، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج في ثقيف كذاب ، و مبير ، فأما الكذاب فقد
رأيناه ، و أما المبير فأنت هو
ليست هناك تعليقات: