مساحة إعلانية

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

تعرف اكثر على الرحلات السفارية التى تقام بـ كينيا

من السهل أن تنجذب إلى التفاصيل الفريدة في أول جوغي رانتش التي تملكها عائلة ولدنشتاين في كينيا؛ زجاج المورانو الملتف حول المصابيح وأقمشة الكتان الفاخرة من نوع هيرميز وفضة بوسيلاتي المصقولة بعناية، ولكنك بهذا تغفل عن الغاية الأساسية. تلك الأشياء الموجودة في المنزل رائعة، ولكنها مجرد زينة. ما يسحرك في هذا المكان هو الحياة البرية: الزخم والتنوع المثيران للإعجاب، ومن ذلك الفيلة المهاجرة، وما نسبته %15 من حيوانات الحمار الوحشي المتبقية في العالم من سلالة غريفي، وأكثر من 40 من أصل 790 وحيد قرن أسود تبقت في شرق أفريقيا.


رحلات السفاري كينيا 937531.jpg


التجربة هنا غير اعتيادية لأن النزلاء يستمتعون بالأرض بمفردهم: أول جوغي، التي سميت تيمناً باسم شجيرة محلية، تؤلف 58 ألف فدان من هضبة ليكيبيا. وكانت فيما مضى مزرعة للمواشي، ثم تجمعاً سكنياً خاصاً للعائلة، ومحمية برية لمدة نحو 35 عاماً، قبل أن تفتح أبوابها للعامة في العام الماضي كقصر حصري الاستخدام.
رحلات السفاري كينيا 937532.jpg

يقول أليك ولدنشتاين، الوريث الشاب لثروة العائلة من الفنون والخيول، والذي سافر إلى (أول جوغي) لأول مرة حين كان عمره 6 شهور، وتولى إدارتها بعد وفاة والده في عام 2008 "أكره أن أحس بأني سائح". ويضيف "هنا لا تشعر أنك سائح"، وبهذا يعني أنك لا ترى 10 سيارات جيب مصطفة حول قطيع صغير من الفيلة، كما يحدث في العديد من الحدائق والمحميات، وأنك غير ملزم باتباع القوانين؛ عدا عن تنبيهات حراس أول جوغي، المتعلقة بالتجول في الليل بالسيارة أو على الأقدام وحتى رحلات السفاري على الجياد للسائحين المخضرمين، إذ "يتسنى للناس هنا أن يتمشوا ويخوضوا المغامرات التي يدركون تبعاتها".
أي شخص تابع تلك الهجرة المدهشة سيقدّر المشهد من شرفة المنزل الرئيس وطاولة الطعام، حيث لم يخلُ مشرب الباحة الخلفية فعلياً من الحيوانات البرية أثناء إقامتي الأخيرة لمدة 5 أيام. إنه نقطة تجمع آمنة لحيوانات فرس النهر والأفيال والحمار الوحشي والجواميس وبقر الوحش الأفريقي والغزلان والثيران وطيور عديدة؛ وجميعها توجد في الوقت ذاته أحياناً. في إحدى المرات، شاهد نزيلٌ وحيد قرن دون أن يضطر إلى النهوض من سريره المظلل. والأروع أن ثمة نفقاً طويلاً يؤدي إلى غرفة محصنة يستطيع النزلاء مشاهدة الحيوانات منها ليل نهار عن قرب من خلال نوافذ منخفضة. إن هذه المزايا، وبعض المفاجآت البرية، هي التي تبرر سعر المكوث المرتفع في أول جوغي والبالغ 210 آلاف دولار في الأسبوع الواحد لـ14 شخصاً (مع أنك حين تجري حساباً فردياً، تجدها مماثلة للأسعار التي تتقاضاها مراكز السفاري الكبرى على الشخص الواحد).
بوصفه مهتماً شغوفاً بالحفاظ على البيئة، أراد ولدنشتاين دائماً أن يفتح أول جوغي لتكون منتجعاً. يقول ولدنشتاين: "بُني المنزل لجيلٍ باذخ أكثر مني"، إذ يمضي نصف السنة في إدارة برامج الحفاظ على الطبيعة هنا، وغالباً ما يمارس هوايته الأخرى: الطيران وتصميم الطائرات. بل إنه يتمنى لو يستطيع قضاء المزيد من الوقت في ذلك. لقد أحب والداه الترفيه عن نفسيهما في المنزل، لكنّه يقول: "أنا إنسان بسيط. يزورني بعض الأصدقاء، لكنني لا أعيش نمط الحياة الذي صُممت أول جوغي من أجله. لذا أحب رؤية الناس يأتون ويستعملونه بالطريقة التي صُمم لأجلها. وأحب تشارك التجارب هنا، ومشاهدة الناس يسترخون وتواصلون مع الطبيعة".
والأهم من ذلك، أن بمقدوره، عن طريق جني الإيرادات، أن يضاعف استثماره في حماية البيئة. فغايته أن يجعل العملية تكتفي ذاتياً، عن طريق الرسوم التي يدفعها النزلاء لدعم أعمال المحافظة على الطبيعة، حيث تستمر من دونه وتكون نموذجاً خاصاً لمشاريع أخرى تتعلق بتنمية المجتمع، وحماية الطبيعة في المنطقة.

ليست هناك تعليقات: